جهات وأقاليم

عمالة مقاطعة سيدي البرنوصي تخلد ذكرى عيد الاستقلال

الأنـــــــباء: جتيم نور الدين

في إطار تخليد ذكرى عيد الاستقلال، ترأس عامل عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، نبيل الخروبي مراسيم تحية العلم الوطني بمقر عمالة سيدي البرنوصي.
وحضرالإحتفال عامل صاحب الجلالة السيد نبيل الخروبي، وكاتب عام العمالة ورئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة سيدي البرنوصي، وعدد من الشخصيات العسكرية بجهاز الدرك والقوات المساعدة وسلك الأمن ورؤساء المقاطعات بعمالة البرنوصي، وكذا حضور عدد من المنتخبين وممثلي عدد من المصالح الإدارية ووجوه حزبية وجمعوية وإعلامية محلية والتي أدت تحية العلم في جو من الوطنية تخليداً لحجم ذكرى الإستقلال المجيد.
من جهته جدد المحتفلون من هيئات المجتمع المدني ولاءهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وأكدوا أن للذكرى السادسة و الستين الـــ(66) لعيد الاستقلال طعم خاص ودلالة جديدة في الكفاح الوطني المغربي من أجل التحرير والوحدة والبناء ، لأنها تأتي في سياق متغيرات دولية تكرس عدالة وشرعية قضية وحدتنا الترابية ، و أبرزوا أن إقامة مثل هذه الاحتفالات تلقن درسا لأعداء الوطن من ورثة الاستعمار ومخططاته التفتيتية لترابنا الوطن، مشيرين إلى أن هذه الذكرى تضع على الأمة، من شمال المملكة إلى جنوبها، مسؤولية مواصلة الوفاء لأرواح شهداء التحرير والوحدة، من خلال الثبات على المبادئ والقيم النبيلة التي سقتها الدماء الزكية لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

ويخلد الشعب المغربي بمشاعر الفخر والاعتزاز، اليوم الخميس، الذكرى السادسة والستين لعيد الاستقلال، الذي يشكل أحد الأحداث التاريخية البارزة التي طبعت مسار المغرب، وجسدت أسمى معاني التآزر والثبات في سبيل الحرية والكرامة.

وأن هذا الحدث العظيم لم يكن تحقيقه أمرا سهلا أو هينا، بل ملحمة كبرى طافحة بمواقف رائعة وعبر ودروس بليغة وبطولات عظيمة وتضحيات جسام وأمجاد تاريخية خالدة صنعتها ثورة الملك والشعب التي تفجرت إيذانا بخوض غمار المواجهة والمقاومة، وتشبثا بالوطنية الحقة في أسمى وأجل مظاهرها. وشكلت عودة الشرعية نصرا مبينا وحدثا تاريخيا حاسما، توج بالمجد مراحل الكفاح المرير الذي تلاحقت أطواره وتعددت صوره وأشكاله في مواجهة الوجود الاستعماري المفروض منذ 30 مارس سنة 1912، حيث خلد المغاربة أروع صور الغيرة الوطنية والالتزام والوفاء، وبذلوا أغلى التضحيات في سبيل عزة الوطن وكرامته والدفاع عن مقدساته.

 وكثيرة هي المعارك البطولية والانتفاضات الشعبية، التي خاضها أبناء الشعب المغربي بكافة ربوع المملكة في مواجهة مستميتة للوجود الأجنبي والتسلط الاستعماري؛ ومن هذه البطولات، معارك الهري وأنوال وبوغافر وجبل بادو وسيدي بوعثمان وانتفاضة قبائل آيت باعمران والأقاليم الجنوبية وغيرها من المحطات التاريخية، التي لقن فيها المجاهدون للقوات الاستعمارية دروسا رائعة في الصمود والمقاومة والتضحية. ومن روائع الكفاح الوطني، ما قامت به الحركة الوطنية مع مطلع الثلاثينات بالانتقال إلى النضال السياسي والعمل الوطني الهادف بالأساس إلى نشر الوعي الوطني وشحذ العزائم وإذكاء الهمم في صفوف الشباب وداخل أوساط المجتمع المغربي بكل فئاته وطبقاته.

 كما عملت الحركة الوطنية على التعريف بالقضية المغربية في المحافل الدولية مما كان له وقع الصدمة على الوجود الأجنبي، الذي كان يواجه النضال السياسي الوطني بإجراءات تعسفية ومخططات مناوئة للفكر التحرري الذي تبنته الحركة الوطنية بتفاعل وتناغم مع بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس.

 ومن تجليات وإفرازات النضال الوطني، إقدام صفوة من طلائع وقادة الحركة الوطنية على تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال إلى سلطات الحماية يوم 11 يناير 1944، بتشاور وتناغم تام مع جلالة المغفور له محمد الخامس، وما أعقب ذلك من ردود فعل عنيفة من لدن السلطات الاستعمارية، حيث تم اعتقال بعض قادة وزعماء ورجالات الحركة الوطنية والتنكيل بالمغاربة الذين أظهروا حماسا وطنيا منقطع النظير وعبروا من خلاله عن دعمهم للوثيقة التاريخية.

 ولم تنجح مساعي المستعمر الغاشم في وقف المد النضالي، الذي ترسخ آنذاك في أعماق كل المغاربة، على الرغم من نفيه للسلطان الراحل محمد الخامس رفقة أسرته الملكية إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر، وهو ما تجسد من خلال الانتفاضة العارمة التي شهدتها، في أعقاب ذلك، كافة المدن والقرى المغربية.

 ولم تهدأ ثائرة المقاومة والفداء إلا بتحقيق أمل الأمة المغربية في عودة بطل التحرير والاستقلال ورمز الوحدة الوطنية جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، حاملا معه لواء الحرية والاستقلال، ومعلنا عن الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر من أجل بناء المغرب الجديد ومواصلة ملحمة تحقيق الوحدة الترابية.

 وانتصرت الإرادة القوية للأمة، بتناغم مع العرش للدفاع عن القيم المقدسة ضدا على مخططات المستعمر الذي لم يدرك أنه بإقدامه على نفي رمز الأمة، لم يقم سوى بتأجيج وطنية المغاربة والتعجيل بنهاية عهد الحجر والحماية.

 وبهذه المناسبة الوطنية الغالية، يستحضر الشعب المغربي  بفخر وإكبار هذه الملحمة التاريخية الغنية بالدروس والعبر والطافحة بالمعاني والقيم، «يجدد موقفه الثابت من قضية وحدتنا الترابية ومغربية الأقاليم الصحراوية المسترجعة، وكذا وقوفه ضد مناورات خصوم وحدتنا الترابية ومخططات المتربصين بسيادة المغرب على كامل ترابه المقدس الذي لا تنازل ولا مساومة في شبر منه».

و ستظل بلادنا متمسكة بروابط الإخاء والتعاون وحسن الجوار والسعي في اتجاه بناء الصرح المغاربي وتحقيق وحدة شعوبه، إيمانا منها بضرورة إيجاد حل سلمي واقعي ومتفاوض عليه لإنهاء النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى