هل سيتكرر سيناريو سنوات العشرية السوداء في عمالة سيدي البرنوصي: المجالس المنتخبة دون جديد يذكر: مشاكل بالجملة، مشاريع معطلة، صراعات، و منتخبون يبحثون عن التفويضات واجتماعات مراطونية في المقاهي بعيدة عن المكاتب لتدارس أوضاع الساكنة..
اليوم تكون قد انقضت أربعة أشهر كاملة من عمر المجالس المحلية المنتخبة بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي دون جديد مشاكل بالجملة ومشاريع معطلة وملفات بقيت حبيسة الأدراج تنتظر الحلول وأزمات ساكنة عمالة سيدي البرنوصي، كالسكن ، ملاعب القرب، احتلال الملك العمومي، الإنارة العمومية ، تعبيد الشوارع والأزقة…الخ.
وقد سجل في بداية العهدة عند تنصيب مجالسها بعض التعثرات نتيجة التحالفات التي بنيت على مصالح حزبية وأخرى شخصية لكنها سرعان ما تلاشت والتأم الشمل وتشكلت المجالس واللجان وخف الصراع إن لم نقل هو مؤجل إلى حين. فنفس المشاكل التي كان يتخبط فيها المواطن في معيشته اليومية في سنوات العشرية السوداء لازالت متواصلة ما جعل الموطنين يلجؤون إلى تجميد الاحتجاجات إلى حين للتعبير عن مطالبتهم بالتغيير والاستفادة من المشاريع التنموية ، وتحسين ظروفهم المعيشية•
إذا كان المنتخبون، يتحججون بقصر عمر هذه العهدة، وبسبب فترة “كورونا”، واعتبارها مدة غير كافية للحكم على أدائهم، فإن ما يعاب على أغلب هؤلاء؛ عدم قيامهم بزيارات ميدانية، من أجل الوقوف على النقائص التي يواجهها السكان بمختلف المناطق والأحياء، وبقائهم في المقاهي، معتقدين أن الفوز بمقعد في المجلس، هو ترقية وليست مهمة للتكفل بانشغالات منتخبيهم، والمبادرة لخدمة شؤونهم، والذي يجب أن يعتمد بالدرجة الأولى على الميدان.
وتعطلت بهذه المجالس المنتخبة لغة الحوار، كل الوعود تبخرت وبرامج التنمية مؤجلة إلى إشعار آخر والأسواق النموذجية وملاعب القرب تحت رحمة السماسرة.
يرى المتتبعون أن التسيير الشأن المحلي سيبقى ضعيفا في مقاطعات سيدي البرنوصي، لأنه لم تسند هذه المهمة لأشخاص ذوي كفاءة، قادرين على التكفل بانشغالات المواطنين، ولعل الخطوة الإيجابية التي يمكن أن تتخذها السلطات المعنية في هذا الشأن، هي تكوين المنتخبين وإعدادهم لتأدية مهامهم، والبت في مختلف الملفات، وهي الخطوة التي سيستحسنها “البرنوصيون”، وأكدوا أنها تحميهم من أي تجاوزات، قد تكون سببا للزج بهم في السجن، أو وضعهم تحت الرقابة القضائية، وإن كان العديد منهم عديمي التجربة في تسيير الشأن المحلي، هذه النخبة المنتخبة ستعيق لا محال سير التنمية، وستعطل المشاريع المبرمجة على المستوى المحلي.
الوعود الانتخابية التي قطعها المنتخبون أثناء الحملة الانتخابية مع المواطنين مشاريع متوقفة ومنهم من بقي ينتظر الإشارة الخضراء من الوصاية وبما ستجود به الخزينة لتحريك عجلة التنمية والتي إن وجدت فهي تنحصر في بعض المشاريع البسيطة كترميم بعض المؤسسات التربوية، شق وإعادة تزفيت بعض الطرق التكفل ببعض الفقراء والمحتاجين من خلال قفة رمضان التي أصبحت تأخذ مكانا كبيرا وانشغالا واسعا.
وبالرغم من محاولة العديد من المنتخبين المحليين، التنصل من المسؤولية، وتبرير فشل تحقيق التنمية، بمحدودية صلاحياتهم، إلا أن أغلبهم يتعرضون لانتقادات لاذعة من قبل المواطنين والرأي العام، حيث دافع بعض المنتخبين في حديثهم لـلجريدة، مؤخرا، عن أنفسهم، من خلال المشاكل العديدة التي يواجهونها في تجسيد بعض المشاريع، مؤكدين أن المنتخب المحلي، لا يمكنه أن يقود قطار التنمية لوحده، إنما يكون ذلك بالعمل بين المنتخبين والجهات الوصية، لتحقيق نتائج ملموسة في أداء المنتخب، مشيرين إلى أن كفاءة المنتخب، تؤهله لأن يكون قوة اقتراح للسلطات التنفيذية، وتجعله طرفا فاعلا لإيصال انشغالات المواطنين، التي تبقى أحد المؤشرات التي يمكن الاستناد إليها في تقييم مردودية المنتخب المحلي.
كفى من هدر الزمن التنموي والزمن السياسي بسيدي البرنوصي
ومن بين الإجراءات التي يطالب بها المواطنون في سيدي البرنوصي هو إحداث لجنة خاصة مهمتها، تقييم تسيير المسؤولين المحليين طيلة العهدة الانتخابية، وإصدار تقرير سنوي حول نشاطهم، تحت رئاسة عامل الإقليم أو العمالة يشرف شخصيا على سيرها، عبر الاطلاع على النتائج المحققة من قبل المقاطعات التابعة لنفوذ ترابه، بهدف تحسين نجاعتها ومردوديتها، حيث يلتزم رئيس المقاطعة وفريق مكتبه بوعودهم الانتخابية، وإعداد تقييم سنوي داخلي لتسيير المجلس، بهدف متابعة النتائج المحققة في هذه المجالس، لتحسينها وتطويرها أكثر.
أما المناطق التي كانت محور الحملة الانتخابية وبكاء المترشحين على وضعيتها والوعود المقدمة حينها تبقى مؤجلة إلى إشعار آخر لان الأولوية من نصيب الأحياء التي تعتبر خزانا انتخابيا، وقد تنتهي العهدة الانتخابية بسنواتها الخمس ولن تستفيد الأحياء الفقيرة والمهمشة بتراب عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي بشيء أن المواطن هنا بهذه المقاطعات ينتظر التغيير المنشود، ويتمنى أن لا يتكرر سيناريو سنوات العشرية السوداء في عمالة سيدي البرنوصي.
بعدما طاحت البيضة في الطاس مقاطعة سيدي مومن تعيش هدرا للزمن التنموي والزمن السياسي. لا يوجد تجسيد حقيقي للنمو تدور وراءه النخب ويستطيع أن يغير من مسارات اليوم التي تعيشها المنطقة خاصة مع احتفاظ مجموعة من الأحزاب السياسية على نفس النخب التي شكلت ولا زالت تشكل جزءا من الأزمة ولم تكن أبدا جزءا من الحل. اللهم إني قد بلغت؟؟؟؟
كما نعد قراءنا الأعزاء في تحقيق لاحق سنكشف عن ملف استفادة مراسلين ومصورين من شقق سكنية بأثمنة تفضيلية في أحياء سكنية تابعة لتراب مقاطعة سيدي مومن بالاضافة الى استفادة بعض نساء وعائلات بعض رجال الأمن من محلات تجارية بالأسواق النموذجية،، وعملية تفويت ملاعب للقرب لبعض المقربين من مستشارين جماعيين..الخ.