سيدي البرنوصي : مدراء جرائد يتهمون خلية التواصل في عمالة البرنوصي بـ”عدم التواصل وأنها تتعامل مع منسقين إعلاميين مزيفين”
ما هي مهمة خلية الاتصال على مستوى العمالات والأقاليم؟ سؤال جدير بأن يثار في خضم التغير الجذري الحاصل في الإعلام على الصعيد الوطني، والذي يبعث يوميا بإشارات واضحة المعالم على أن “المعلومة” لا يمكن احتكارها، وأن الوصول إلى مصادر الخبر لم تعد مشكلة.. عندما أصبح كل هذا الفضاء قرية، اختصر مسافته الأنترنت، والفايس بوك، والتويتر، واليوتوب وغيره من أساليب التواصل الاجتماعي.
مفهوم الاتصال، مازال خاضعا لتحفظات معينة هي من صميم الفعل الإداري، وخلية الاتصال لا تريد أن تقحم نفسها في دوائر تتجاوزها أو تسبب لها مشاكل تعود عليها بالسلب، ويمكن في هذا الإطار ملاحظة مؤشرات ملموسة فيما يخص هذا التوجه.
أولا: إن خلية الاتصال، لا تحظى بأولوية الاهتمام من قبل الوصاية نفسها، ومهمتها محددة، إدارية منها أكثر من إعلامية، هذا ما جعلها في انفصال مع الوسائل الإعلامية.
ثانيا: غياب نشاط خلية الإتصال على المواقع المنتمية إليها، هذا ما أدى إلى تسجيل عجز كبير في نشر المعلومات الخاصة بها.
للأسف لا يوجد النفس الطويل، والمهنية في تسيير والتعامل مع المعلومة عبر هذه الوسائل الإعلامية الحديثة وعندما يريد الصحافيون الاتصال بهذه الخلية لا يجدون من يرد عليهم. هذا هو واقع الاتصال عندنا في عمالة سيدي البرنوصي، لا يخضع لأي احترافية، ونستغرب أشد الاستغراب عندما يطلب من الصحافي الإتيان أو الحصول على رخصة من أجل موضوع معين، ومعروف عن خلية هذه العمالة أن هواتفها لا ترد أبدا، هي عينات لا تعد ولا تحصى لانعدام ثقافة الاتصال عند خلية التواصل في عمالة سيدي البرنوصي، فقط تخلت خلية التواصل عن الصحافة.
ويعيب عدد من مسؤولي وسائل الإعلام في عمالة سيدي البرنوصي على خلية التواصل غياب التواصل الدائم بين العمالة والإعلاميين، رغم حديث مسؤولي العمالة عن تواصلهم.
والأدهى والأمر أن خلية التواصل في عمالة سيدي البرنوصي تعتمد على أشخاص يقدّمون أنفسهم منسقين تابعين لمجموعة من الجرائد، في حين أن هؤلاء لا علاقة لهم بهذه الجرائد ولا تربطهم أية علاقة، هدفهم هو التقرب من المسؤولين والحصول على بعض الامتيازات والاستفادة من مصاريف الجيب وبونات الكزوال، وواجبات أداء الطريق السريع وهلمّ جرا..
أتحدى أن يكتب هؤلاء مقالا واحدا، هؤلاء لا يفرقون بين الألف والزرواطة، رغم أنهم يحملون بطائق مهنية ويتأبطون آلات تصوير للإشهار فقط، لا مستوى تعليمي لهم مرضى بالتقرب من الأمن والسلطات المحلية، لهذا نحذر من يتعامل معهم.
فضلا عمّا سبق، وقصد تمكين الجهات المسؤولة من التحقق، في حالة الشك، من هويات المنسقين، فقد خصصت مجموعة من الجرائد قسم اتصال، يمكنهم التواصل مع المسؤول عن الجريدة قبل التعامل مع أي شخص يقدم نفسه منسقا أو مراسلا أو مصورا..الخ.
وما يلاحظ في عملية الاتصال عندنا، هو أن رسالة الأحزاب السياسية في وسائل الإعلام أقوى بكثير من رسالة عمالة سيدي البرنوصي المعنية بمرافقة تسيير الشؤون العامة للمواطنين، وهذه مفارقة عجيبة غير مقبولة إعلاميا، لأنها تفتقد للتوازن في الحضور على الساحة المحلية، هذا كله بسبب بسيط وهو أن “المناضلين” في هذه التشكيلات يقدرون ما مدى إبلاغ انشغالاتهم للمواطن مهما كانت قوة التأثير للوسيلة الإعلامية، في حين أن مسؤولي الشؤون العامة في العمالة وغيرها يتحلون بالحذر، لذلك لا نندهش حين يسارع البعض من الصحافيين إلى استقاء المعلومة من جهات مشوهة لحقائق هذه المنطقة، فمتى نتفطن للتأكد من أنه بإمكاننا إقامة منظومة إعلامية محلية قادرة على الاتصال بين المرسل والمتلقي.
حيث انتقد مجموعة المهتمين “نقص الاتصال المحلي”، داعين إلى ضرورة التفكير في “إنشاء مخططات اتصال على مستوى كل المؤسسات العمومية ” من خلال “خلايا إصغاء ومواقع إلكترونية ووسائط إلكترونية أخرى، كما طالبوا المسؤولين والمنتخبين المحليين بتسهيل عمل الصحافيين والمراسلين باعتبارهم همزة وصل حيوية، والعمل على تجاوز “ثقافة السرية حتى في المعلومة التنموية العادية”، وبالمقابل دعوا إلى “تجسيد أخلاقيات المهنة الإعلامية” حتى يتم ضمان أداء الوسائل الإعلامية لدورها والمساهمة في “نقل انشغالات المواطن بكل أمانة”، ما سيزيد في مصداقيتها.
وتسهيل وصول الصحافيين وفي أحسن الظروف لمصادر الخبر على كل المستويات المحلية، وتزويد الإعلاميين بشتى الوثائق والمعطيات التنموية، ووجوب احترام القواعد المهنية وأخلاقيات الصحافة، وكذا توفير الظروف المساعدة على أداء الإعلاميين لدورهم وضمان المرافقة المستمرة لجهود التنمية المستدامة.
اجمع كل الصحفيين المعتمدين بتراب ولاية أمن الدار البيضاء أن خلية الإعلام و الاتصال التابعة للأمن الولائي بالبيضاء هي أحسن خلية على مستوى الولائي إن لم نقل على مستوى جهة الدار البيضاء- سطات خاصة في تعاملها مع رجال الإعلام و الصحافة الوطنية، و حسب شهادات الصحفيين الذين يغطون مختلف الأحداث السارية بالمنطقة منها الأمنية فان خلية الإعلام و الاتصال لأمن الدار البيضاء تكاد تكون الجهة الوحيدة في الولاية التي لا تغلق أبوابها أمام الصحفيين جازمين الموقف المعلن منهم يعبر عن الحقيقة على العلاقة التي تربطهم بالخلية، و كذا مسؤوليها فنتمنى للخلايا الأخرى السير على هذا المنوال لتعد بذلك مثالا يجب الاقتداء به.