بلومبيرغ: “ناتو عربي” فكرة غير قابلة للتطبيق ويعاندها الواقع السياسي والعسكري للمنطقة
”: هل هناك إمكانية لناتو شرق أوسطي؟ يجيب المعلق في موقع “بلومبيرغ” بوبي غوش بـ”لا” ويبرر في مقال بأن المواقف من التهديدات التي تواجه الشرق الأوسط متباينة من إسرائيل ودول الخليج.
وقال إن من الأفكار المضللة التي تحرف الانتباه عن القضايا الأهم، هي التحالف الأمني ضد العدو المشترك. وعادت الفكرة للظهور مع قرب زيارة الرئيس جو بايدن إلى جدة السعودية في شهر يوليوز المقبل، وسط تقارير عن تعاون أمني ضد التهديد الإيراني بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج.
وأشار الكاتب إلى تصريحات الملك الأردني عبد الله الثاني، الأسبوع الماضي، من أن الأردن سيدعم فكرة تشكيل تحالف شرق أوسطي مثل حلف شمال الأطلسي. وقال الملك في مقابلة مع شبكة “سي أن بي سي” محذرا: “يجب أن تكون المهمة واضحة جدا جدا، وإلا فإنها ستشوش الجميع”.
وتبدو إسرائيل راغبة بالفكرة، ويمكن أن تدعمها إدارة بايدن، على الأقل لحماية الرئيس من النقد في الكونغرس، حيث يُتهم بالتساهل مع طهران. ويقول الكاتب إن الجدال حول ناتو شرق أوسطي، وإن بدا معقولا، إلا أنه يبدو مثيرا للسخرية بسبب الواقع السياسي والعسكري في المنطقة. ذلك أن الدول التي ستنضم إلى التحالف تجد صعوبة في تعريف الأهداف الأمنية المشتركة، علاوة على العدو المشترك.
فمعظم المشاركين لديهم جيوش لحماية النظام من التهديدات الداخلية وليس الخارجية. وربما كانت تلك الجيوش ماهرة في ملاحقة وضرب الناشطين الداعين للديمقراطية، لكنها ضعيفة في مجال الصراعات الحركية.
ويعلق الكاتب في مقاله، أن هذه العوامل كانت كافية لإفشال المحاولات السابقة لبناء تحالفات عسكرية في المنطقة. وكانت هناك محاولاتان قبل سبعة أعوام لم تخرجا عن طور التفكير. ففي عام 2015 أعلنت الجامعة العربية عن خطة لإنشاء قوة مشتركة لمواجهة الإرهاب. وفي عام 2017 تقدمت السعودية بمقترح إنشاء الحلف الأمني للشرق الأوسط، وحظيت بدعم كبير من إدارة دونالد ترامب (وأطلق عليها لاحقا ناتو عربي).
ومنذ فشل هاتين المحاولتين، حدث تطوران مهمان، أولا، وقّعت إسرائيل اتفاقيات تطبيع مع بعض الدول العربية، مما يعني أن قواتها ستشارك في أي تحالف جديد. أما الثاني، فهو الخطر الذي باتت إيران تمثله، حيث أصبح أكثر وضوحا وقويا.