مصطفى مرون: مواطن مغربي مستثمر يمثل نموذجا لنجاح المغاربة في الاستثمار في إسبانيا
الاستثمار في إسبانيا
رغم الصعوبات التي يواجهها الأجانب في إسبانيا والمتعلقة بالجوانب القانونية من وثائق وغير ذلك، إلا أن البعض منهم استطاع تحويل تلك العراقيل إلى فرص استثمارية من خلال إنشاء مشاريع حققت نجاحا باهرا. وفي هذا الموضوع نعرض نموذج لمغربي نجح في إنشاء ساحة الاستراحة خيمة بارك والاستثمار في إسبانيا.
مصطفى مرون فاعل جمعوي و صاحب محطة الاستراحة خيمة بارك 2 في عقده السادس وهو من أصل مغربي، استقر باسبانيا لسنوات.
لم يستسلم أمام هجوم ديناصورات المال والأعمال على قطاع السياحة، وبعد تحليل عميق توصل السيد مصطفى مرون لقرار التفكير في مشروع استثماري رائد. و قد تمكن بفضل الله وعونه بالفعل من إنشاء محطة الاستراحة خيمة بارك 2 سنة 2022 التي توفر خدمة للجاليات المقيمة بالدول الأوروبية وللمواطنين الأوروبيين من مختلف الجنسيات.
ويعتبر مصطفى مرون المؤسس الفعلي لمحطة الاستراحة خيمة بارك 2 باعتبارها مقاولة ناشئة تقدم للزبناء عروضا حول برامج رحلات سياحية وتوفر لهم الراحة والأمان.
ويقول المدير التنفيذي أن المكاسب التي جناها وهو وراء شاشة الحاسوب هي “سهولة استعمال قناة التواصل مع الزبناء من مختلف الجنسيات، وتقديم الخدمة من أولها حتى آخرها، والاهتمام بالزبون”. ويضيف قائلا “ونحن فريق مثالي لإنجاح هذا المشروع عبر التوفيق بين حماس الشباب، وتجربتي أنا”.
وقد قرر مصطفى مرونا نشاء محطة الاستراحة خيمة بارك 2 في إسبانيا لإتقانه لغة البلد، وقرر البقاء في فلينسيا الاسبانية.
ومن بين الأهداف التي يُرَادُ تحقيقها على المدى القريب هي تثبيت قدم محطة الاستراحة خيمة بارك 2 باعتبارها رائدة في السوق الإسباني، والشروع في توسيع أعمالها أوروبيا في قادم الأيام.
وفي رد على سؤال حول إمكانية أن يعود هناك للقيام بعمل استثماري في بعض الدول قال مصطفى مرون: “ليس الأمر ضروريا في هذا الوقت. اللغة والثقافة القشتاليتين تجعلاني أشعر بالارتياح أثناء مقامي في إسبانيا، فضلا عن أني أعرف السوق الإسباني ولدي زملاء فيه يساعدونني في مشاريعي. وقد لاحظت كيف تغير مناخ العمل خلال العشر سنوات الأخيرة، رغم أن الأمر لم يزال يتطلب فعل الكثير لتغيير الأشياء نحو الأفضل”.
لقد خطرت على مصطفى مرون فكرة هذا المشروع أثناء رحلة عبر أوروبا، عندما نزل في باحة للاستراحة على الطريق، واطلع من خلال حديثه مع سائقي الشاحنات على الأوضاع القاسية التي يعاني منها مهنيو هذا القطاع. وما إن عاد إلى مدريد حتى بدأ في التخطيط لتحويل المشروع الاستثماري من فكرة إلى واقع ملموس.
وأعرب عن سعادته بالمقام في إسبانيا بفضل “ثقافتها المنفتحة على الاستثمار، على الرغم من وجود الكثير من الأشياء التي يجب القيام بها للدفع بالأمور قدما نحو الأمام”.
استطاع مصطفى مرون التعرف على الكثير من البلدان بفضل مساره المهني، إلا أنه يعبر عن شعوره بالارتياح لمقامه في إسبانيا وكأنها وطنه الثاني.
وقد أكد أنه لم يزل يجوب دول العالم، ويرى أنه يجب علينا ألا نستهين بمناخ الاستثمار الموجود في إسبانيا.
يقول مصطفى مرون في هذا الصدد “إن الاستثمار أمر شاق يتطلب العمل لساعات أطول من المعتاد، إلا أن الأمر مختلف في إسبانيا حيث تستطيع أن تخصص وقتا للراحة واللقاء بالأصدقاء. أما في دول أخرى فإن وقتك ينحصر في الذهاب والإياب بين المنزل والعمل”.
وعند سؤاله عن مدى حنينه للاستثمار في مدن أخرى أكثر ملائمة للاستثمار من قبيل مدريد أو برشلونة أو فلنسية، فقد رد مصطفى مرون بالقول “إن التطور التقني الحالي، يمكن المرء من الاستثمار من أي مكان يريد، إلا أنني لم أشعر بقوة احتضان المؤسسات لمشروعي الاستثماري في تلك المدن المذكورة آنفا مثلما شعرت بها في فلنيسيا”. ويضيف: “أعتقد أن المقاولة الناشئة المواطنة التي تحدث عنها الناس منذ مدة أصبحت ضرورية”.
تسير مقاولة محطة الاستراحة خيمة بارك 2 بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها في النجاح في ميدان الاستثمار في إسبانيا. وقد كان أخر إنجاز حققته هذه المقاولة هو استقبالها في الصيف الجاري للعابرين من والى أوروبا.
ومن المتوقع هذا الصيف تحقيق أرباح والاستمرار في زيادة العاملين في محطة الاستراحة خيمة بارك 2 .
يقول إنه يعمل كل يوم لمساعدة عائلته وأبناء وطنه المغرب: “لا أفكر في نفسي، أريد فقط أن أعول الشباب المغربي المقيم بالبلدات الاسبانية”.: “مصطفى مرون هو دعم كبير، والتحيز ضد المهاجرين هو عبء”.
قام مصطفى مرون بتدريب الشبان في مبادرة اجتماعية أخرى كرسها للاندماج الاجتماعي. ويؤكد أن معظم المواطنين ليسوا على دراية بإمكانيات “مجموعة الشباب الأجانب” المليئة بالحماس والقوة والرغبة في المساهمة في نمو أي عمل تجاري حيث يتم منحهم الفرصة.
النجاح الذي حققه مصطفى مرون في مساره الاستثماري، وهو الذي انطلق من الصفر، جعله محط اهتمام وسائل الاعلام الاسبانية، و الجالية المغربية المقيمة بدول المهجر الاوروبي، ومحط اهتمام المواطنين الاسبان، خصوصا تلك التي تعنى بالسياحة في اسبانيا، وعدد من الدول الأوروبية الأخرى.
وقد عبر في تصريح لـــه، عن اعتزازه وفخره ، بانتمائه المغربي الذي يزيده شرفا ووضعا اعتباريا مميزا ، ويلقي على عاتقه مسؤولية تعريف العالم أكثر ، بمؤهلات المملكة وما حققته من إنجازات على مختلف المستويات من تراث وتاريخ وحضارة. كمغاربة علينا تقديم صورة واضحة لما تزخر به المملكة ، التي أصبح لها حضور وازن في كل الملتقيات الدولية الكبرى .
وأضاف مصطفى مرون، ” انه لشرف كبير ، أن أكون سفيرا لبلدي المغرب ” ، معربا عن أمله في أن تساهم الجالية المغربية في استقطاب ضيوف أكثر لزيارة المملكة ، واكتشاف ما يبرزه من مؤهلات المغرب .
وأضاف مصطفى مرون : ” أن الالتفاتة الملكية نحو الجالية تعني بالملموس شعورا وطنيا صادرا عن ملك البلاد الأب الحنون تجاه المواطنين المغاربة في الخارج، كما تعني تحفيزا لكافة القطاعات من أجل التجند لتقديم المساعدة لمغاربة العالم، لحظة صلة الرحم مع الوطن.
إنها لحظة اعتزاز أخرى بالانتماء لهذا الوطن، والتفاتة ملموسة تجاه مواطنين متشوقين لعناق وطنهم من جديد، بعد المعاناة والألم، اللذين خلفتهما تداعيات جائحة “كورونا” التي ضربت العالم، ولا شك أن كثيرا من المغاربة كانوا ينتظرون فقط لحظة فتح الحدود لتعانق الأم أبناءها، وتلتقي الأغصان بالجذور، فلا طعم للنجاح إلا داخل الوطن، ولا قيمة للانتصارات إذا لم يتم اقتسامها مع الأهل والأحباب.
وأخيرا، شكرا لجلالة الملك، الذي تدخل في الوقت المناسب لتذليل الصعاب بين المواطنين وبلدهم الأم.. شكرا لأن المبادرات الملكية أكبر من الحسابات السياسية.. شكرا لأن قضية مغاربة العالم قضية سيادية، وإلا لكانت أهدرت منذ زمن بعيد في الحسابات الفارغة. ولحسن الحظ أن مغاربة العالم لا يزالون قطعة من هذا الوطن. شكرا لكل مغربي اختار الوفاء لمغربه، وشكرا لكل مغربية زرعت حب هذا الوطن في أبنائها، وشكرا لمن صمدوا، وتضامنوا، وأخلصوا، وفهموا الرسالة دون مزايدات..
بعد الاطلاع على هذا النموذج المغربي الذي نجح في إسبانيا واتضح أن استثماراته لم تتطلب الأموال بقدر ما تطلبت أفكارا واضحة وتصورا وعزيمة وإصرار.