عندما تتفاخر فرنسا بجريمتها وتهين كرامتنا

المملكة المغربية ماضية، وبكل إصرار وثقة، نحو “تحقيق “النموذج التنموي المغربي للدخول النهائي ضمن الدول الصاعدة” ، وعينها على مواجهة الفقر والأوبئة و الاتجار بالبشر ، وليس على مواجهة أتباع قصر الإليزيه.
إن تراكم أخطاء فرنسا من خلال ذهنية الأطماع بالقوة، جعلها منذ سبعينيات القرن المنصرم تنجب الرؤساء ولا تنجب القادة
لم يعد من السهولة بمكان الحديث عن فرنسا الدولة “العظمى”. وبات من الضروري إثبات التوصيف واللقب وفصل الدعاية عن الحقيقة والسم عن الدسم، إذ لم يعد بإمكانها التغني بأجبانها وعطورها ومبدعيها، وبادعاءات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وباتت تجد نفسها عاجزة عن محو تاريخها الأسود والفظائع التي ارتكبتها بحق عشرات الدول والشعوب، بدءاً من الجزائر، وليس انتهاء بأبعد جزر الكاريبي، مروراً بالقرن والساحل العربي والأفريقي، وصولاً إلى غرب وقلب القارة السمراء، بعد أن أثبتت نفسها كقوة استعمار واحتلال بلا قلب ولا رحمة، وغابت عنها الحكمة وبراعة الدبلوماسية، وقادتها ذهنية حمقاء قاصرة، جعلتها تحصد الفشل تلو الفشل، وحوّلتها إلى دولة تابعة تشبه عبيد “مستعمراتها”.. فما عاد صوت “أزنافور” مقنعاً، وجفَّت حنجرة “بياف”، وأصبح حال الدولة الفرنسية “العظمى” كحال داليدا “Une femme à 40 ans” بقولها: “لديَّ القوة والتجربة. واليوم، الشمس أحرقت دموعي”، ونالت حصَّتها من لقب “أوروبا العجوز”.