جهات وأقاليم

تنمية بشرية .. منصة الشباب بعمالة سيدي البرنوصي، مبعث أمل للباحثين عن الفرص في مجال الأعمال

تنمية بشرية .. منصة الشباب بعمالة سيدي البرنوصي، مبعث أمل للباحثين عن الفرص في مجال الأعمال

في إطار جهود تخطي صعوبات الولوج إلى سوق الشغل، يلجأ العديد من الأشخاص إلى مختلف مراكز المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH)، المخصصة للإرتقاء بمجال ريادة الأعمال وقابلية التوظيف.

نظمت منصة شباب سيدي البرنوصي، يومي 28 و29 فبراير 2024 بحاضنة مشاريع سيدي البرنوصي، ملتقى التشغيل دورته الخامسة لمنتدى التوظيف، وأيام Hackaton innov  بحضور عدة شركات كبرى.

فإذا كانت الظرفية الاقتصادية الأخيرة قد أثرت سلبا على العديد من قطاعات التنمية، فإنها كانت مع ذلك بمثابة فرصة مثالية للشباب بغية التفكير في كيفية رسم الخطوات الأولى لمستقبلهم ومنح أنفسهم الوسائل اللازمة لجعل أحلامهم حقيقة على أرض الواقع.

ففي عمالة سيدي البرنوصي، تعد منصة الشباب ” حاضنة مشاريع سيدي البرنوصي” بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي أحد المراكز الأكثر شعبية بالنسبة للشباب الحاملين لأفكار ومشاريع، حيث استقبلت هذه المنصة منذ عام 2020 ما لا يقل عن 4000 شخص.

وفي تفاصيل الخدمات التي تقدمها هذه المنصة، فإنها توفر المواكبة والتوجيه والتكوين بشأن بلورة المشاريع وإدارة الأعمال، حيث يمكن للمستفيدين من هذه الخدمات في نهاية التكوين الحصول على تمويلات تصل إلى 90% من التكلفة الإجمالية للمشروع ( 100.000 درهم كحد أقصى).

وتكتسي عملية التمويل أهمية بالغة، لكنها ليست أكثر قيمة بالنسبة لهؤلاء الشباب من الجانب المتعلق بالاستشارة وتنمية المهارات الشخصية والمهنية، والذي يوفره هذا النوع من المراكز، التي تشتغل في إطار البرنامج الثالث من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية: ” تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”.

وهكذا، تقدم منصة  سيدي البرنوصي للشباب أكثر من 30 ساعة من التكوين من أجل الإعداد لإنجاز المشاريع، علاوة على 24 شهرا من المواكبة بعد انطلاق المشروع.

أما بالنسبة للباحثين عن فرصة عمل، فإن المنصة توفر 60 ساعة من التكوين بالنسبة للذين لا شهادة لهم، و30 ساعة تكوين للذين توجد بحوزتهم شهادة، و6 أشهر من المواكبة بعد عملية الإدماج.

أحد الشباب المستفيدين من التكوين، والذي يحلم ببدء مشروعه الخاص في مجال الملابس، يقول في تصريح للأنباء، إن “هذه الدورات التكوينية تتيح لنا التقدم بخطوات ثابتة من أجل تحقيق مشاريعنا وضمان جدواها واستدامتها”، ولتحقيق حلمه وإخراجه إلى أرض الواقع، سيتعين على ياسر أولا إكمال برنامج تكويني يسمح له بإتقان إدارة المشاريع وتدبير عمليات التوريد وتسويق المنتجات.

ومن بين الشباب الذين مروا بهذا المركز، وشق العديد منهم طريقهم وحصلوا على حصة صغيرة من السوق، هناك عبد الرحيم ، الذي يدير، بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ورشة للتطريز بالاعتماد على الحاسوب.

وأبرز عبد الرحيم في هذا الصدد ” لم يكن بإمكاني إنجاز مشروعي دون دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لأن آلات التطريز باهظة الثمن.. وعلى الرغم من أن لدي تجربة طويلة في هذا المجال، إلا أن العديد من أسرار المهنة والإدارة، من بينها استخدام التكنولوجيا، لم تكن مألوفة بالنسبة لي”.

فبالنسبة لعبد الرحيم ، كانت مصادقة اللجنة التقنية للمركز واللجنة الإقليمية على مشروعه بمثابة تذكرة الخروج من الوضع الصعب الذي سببه الوباء.

و في هذا الإطار ، قالت  وجدان  مستفيدة” لقد سمح لي برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالتواجد حقا في السوق بل ومنحني دفعة جديدة في كل ما يتعلق بالحياة بعد الجائحة التي دمرت النشاط الاقتصادي”، مشيدا في الوقت ذاته بجودة الاستقبال والتكوين الذي توفره منصة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وتابعت أن تجربتها داخل المنصة أتاحت لها أيضا بناء شبكة من الاتصالات مع الشباب المقاولين الذين استفادوا من خدمات هذا المركز، والذين يساعدون بعضهم البعض دوما بشأن ممارسة أنشطتهم.

أما بشأن سر نجاح هذا النشاط المتعلق بعملية المواكبة، فقد عزاه عزيز نصور مدير منصة شباب عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، إلى “جودة التكوين، وتكييفه تماما مع احتياجات كل مستفيد”.

وأوضح عزيز نصور في تصريح للأنباء، “أن هؤلاء الشباب يستفيدون داخل المنصة من الاستماع والتوجيه الذي توفره أطر المنصة، الذين يكرسون عملهم بشكل خاص من أجل النهوض بريادة الأعمال وخلق فرص الشغل.

وأكدت بشرى بالموفق رئيسة جمعية دعم وتسيير منصة الشباب سيدي البرنوصي أن هذا البرنامج التكويني حقق نجاحا كبيرا، حيث إنه ساعد العديد من الشباب على تجاوز أوضاع صعبة ناجمة أحيانا عن حالات الهدر المدرسي، وأحيانا بسبب فترات البطالة الطويلة أو العمل في القطاع غير المنظم.

وبشكل عام، فإن الاستقبال الجيد والمساعدة على إيداع ملفات التسجيل والاستماع وتحديد الاحتياجات وتحليلها، والتكوين والمواكبة، وكذا الإدماج الاقتصادي للمستفيد، ثم التتبع والتقييم، هي الكلمات المفاتيح التي يرددها بشكل متكرر كل من المسؤولين والمستفيدين من هذا البرنامج التكويني .

بيت القصيد في هذه العملية برمتها، هو أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تواصل بعث الأمل لدى العديد من الشباب الذين يبحثون بشكل نشيط عن فرص في مجال الأعمال، بل ويتوقون إلى خلق الثروة لأنفسهم وللاقتصاد الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى