فن وثقافة

(وا حراااه… !).. ديوان شعري جديد للشاعرة الدكتورة أمينة رضوان

(وا حراااه... !).. ديوان شعري جديد للشاعرة الدكتورة أمينة رضوان

تعتبر تجربة الشاعرة أمينة رضوان من أبرز التجارب في شعر الدكتورة أمينة رضوان في ما يتعلّق بترسيخ التجربة الشعريّة وعمّقتها. فهنا الهويّات المتعدّدة، وتجارب البشر المعجونين بكلّ براءة المكان الجديد اليوميّ المفاجئ وقسوته. ويتجلّى مفهوم العيش بمعناه اللصيق بالشعر.

وللشاعرة  ثلاث دواوين شعرية باللغة العربيّة والانجليزية، بالإضافة إلى أنّ قصائدها نشرت في العديد من المواقع والمجلات العربيّة.

وتجدر الإشارة إلى صورة الغلاف عبارة عن فيلم وثائقيّ لسيرة الشاعرة وتجربتها.

و يأتي الديوان الذي طبع مؤخرا، رابعا في تجربتها الشعرية التي نشرت بين دفتي كتاب ، بعد الديوان الأول ، ” هيلمان أنثى “، كأغنية  ضالعة في الهشاشة، و الديوان الثاني  “ملكي مشكاة النجاة”. و الديوان الثالث، ” لك الله يا أنا “.

وتقول الشاعرة أمينة رضوان: إن صدور ديوان (وا حراااه… !) محل اعتزاز بالنسبة لي، إذ لم أتوقع أن ينال الديوان هذا القبول الذي يبهج النفس ويسعد الخاطر. وأضافت : لقد جمعت فيه الكثير من المشاعر القديمة والقليل مما كتبته مؤخرًا، ولم يكن يشغلني أبدًا أن أسابق الشعراء في طرح الإصدار الشعري بوقت مبكر، بقدر ما كنت وما زلت أهتم بجودة المضمون، وأعتبر أن هذا الديوان هو الإضافة الحقيقية لي خلال مسيرتي في عالم الشعر، فهو العنوان الشعري الحالي لكل من أراد أن يجد أمينة رضوان.

وقالت: أتوجه في الوقت الحاضر لجمع النصوص التي كتبتها مؤخرًا على صفحات الإصدار القادم بعون الله تعالى، لاعتقادي بأن آخر ما يصدره الشاعر هو بمثابة تجديد الهوية الشعرية له، وأسأل الله أن يجمل ما أقدمه أمام ذائقة القراء.

إن علاقة الشاعرة بديوانها بعد إصداره، تعد من الأسئلة التي تطرح عليها – عادة – لاسيما أن هذا الديوان قد أصبح في متناول الجميع، ولم يعد شأناً ذاتياً، كما حال القصيدة قبل وصولها إلى يدي المتلقي.

تقول الشاعرة أمينة رضوان: يعتبر الديوان بالنسبة للشاعر خلاصة تجربة زمنية ما تتنوع فيها المضامين، وتختلف الحالة النفسية من قصيدة لأخرى، ويبدأ الديوان يكبر في عين الشاعر، ويشب كما يشب الطفل الوليد، أو البرعم الذي ينمو ليصبح غصناً مثمراً، ثم يبدأ الشاعر في توزيع ثمار هذا الغصن على المتلقي في لحظة زمنية، ما إن يرى إن هذا الثمر أصبح ناضجاً صالحاً للاستهلاك الشعوري .

وقد يأخذ قرار الإعلان عن ولادة الديوان وقتاً طويلاً لدى الشاعر يمر فيه على تفاصيل قصائده، يهذبها كما يهذب المولود ويلبسه أهله أجمل الثياب ثم يظهرونه أمام الناس، لكن لا يعني هذا على أية حال أن الأمر وصل إلى درجة القناعة التامة أو الكمال، فالتجربة تنضج يوماً بعد آخر، كما أن المعرفة تتجدد من وقت لآخر، وقد تكون القناعة راسخة في فترة ما ثم يكتشف الإنسان أن هذه القناعة ناقصة أو قد تصل إلى الحكم عليها بأنها خاطئة .

حال الشاعر مع ديوانه بعد الإصدار يختلف من شخص لآخر، وأنا في الأيام الأولى للإصدار أستمتع بقدوم هذا المولود إلى حياة التلقي والتداول، وهذه الفرحة تنسيني النظر أو التدقيق في تفاصيله كلها، لكن بعد فترة ما أبدأ في العودة إلى الديوان وإلقاء نظرة تأملية في مواده، لتبدأ بعدها مرحلة محاسبة الذات في ما تم عرضه على المتلقي، يساعد على ذلك سماع بعض الآراء من النقاد الذين يخلصون النصيحة للشاعر.

ودواويني في العادة منوعة الموضوعات يحوي قصائد الهم العام، فأنا تعودت أن أستمع إلى النقد بصدر رحب، حتى ولو لم أوافق عليه في أغلب الأحيان، وذلك من أثر الاستفادة من العلم والتدريب على يد فطاحلة من الشعراء، ومن دراساتي المنوعة حتى الدكتوراه، ومن لم يقرأ ويعمق ثقافته لن يستطيع أن يبدع أو يقدم جديداً .

وتضيف امينة رضوان: في ما يخص تجربتي فقد حاولت دوما أن يكون كل إصدار شعري جديد يشكّل إضافة جديدة لتجربتي السابقة، ويعبر عن تطور.

وفي ما يخص تجربتي الشعرية فأنا معنية بالشق الأخير وقد أصدرت ثلاث دواوين شعرية، لا تكرر أي منها الأخرى، وفيها وثقت تجربتي، وهكذا فكل ديوان شعري هو حالة وجودية، فيه تجديد وتنويع في التجارب اللغوية والموسيقية، ومحاولة للاستفادة من العوالم الفنية الأخرى، واعتمد الخطاب الشعري المركب البعيد عن المباشرة، ومع تطور دواويني الشعرية نضجت تجربتي الشعرية، وأصبحت أمتلك قاموسي الشعري وتجربتي الخاصة في مواجهة الكون وعبثيته .

وترى الشاعرة أمينة رضوان أن أي مبدع، وهو هنا منتج القصيدة، يعيش الشعر كحالة مستمرة من التوهج، ولحظة انبثاق القصيدة بالنسبة إلى كاتبها هي لحظة نادرة، وقد تكون مثل هذه القصيدة حدثية أو زمنية أو تعبيرا عن موقف ما، ومعظم الشعراء الذين نقرأ لهم وبتتبع مسيرة التاريخ إنما يعبرون عن مثل هذه الحالات المتعددة من المواقف، كل بطريقته، ووفق ثقافة وشاعرية الشاعر، ومعظم هؤلاء تعرضوا خلال مسيرتهم الإبداعية لتوهجات متضاربة من حيث قوتها ودهشتها، بقطع النظر عن قوة هذه القصيدة وتأثيرها المباشر أو غير المباشر.

والشعر بوصفه تلخيصاً لمسيرة مبدعه، لا يمكن رصده بالاستناد إلى تجربة عدد قليل من القصائد المطبوعة في كتاب، وقد يتقبل المنطق رصد تميز هذا الشاعر، وتلمس ابتكاراته وخصوصيته في عدد قليل من القصائد التي تشكل إضافة نوعية مرهونة بزمن ومعبّرة، وبعد رحلة طويلة في عالم الكتابة وطباعة الدواوين، وهنا يجب أن نتنبه، بحسب ما تؤكد أمينة رضوان إلى ضرورة ألا تكون هناك معيارية صارمة أشبه ما تكون بالشرط العقابي الذي يختزل جماليات الشعر في مجموعة شعرية، عبرت عن مجموعة من المواقف بل الحالات الشعورية التي تجمعت بين دفتي كتاب، ارتأى صاحبه أن يشعر بقليل من البهجة وهو يراه مؤلفاً ومصفوفاً وربما مقروءاً من قبل عاشق أو عاشقة للشعر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى