نشطاء حقوقيون أم أوصياء على الفاجعة !! جمعيات حقوقية ومدنية تستغل فاجعة طنجة وتحاول أن تملي على السلطات الأمنية والمسؤولين ما يجب فعله
يبدو أن عددا من النشطاء الحقوقيين والجمعويين، خاصة من غير المقيمين بمدينة طنجة، قد نصبوا أنفسهم أوصياء على فاجعة طنجة التي راح ضحيتها عدد من العمال والعاملات، حيث لا يتوانى هؤلاء في نشر فيديوهات مساندة تحمل محتوى تحريضيا، تملي على المواطنين ما يجب فعله، وهو ما يرفضه أغلب المواطنين الذين يعتبرون أن لا أحد وصي على فاجعة طنجة.
منذ وقوع حادثة طنجة، تعرف مواقع التواصل الاجتماعي نشاطا غير عادي لمجموعة من النشطاء الذين ينصبون أنفسهم حقوقيين وهم في حقيقة الأمر معروفين بمعارضتهم للسلطات الأمنية وتبخيس مجهوداتها وتسويق الادعاءات الكاذبة ضدها خدمة لأعداء الوطن ورسم صورة قاتمة عن بلدنا، هؤلاء تربطهم أجندات خارجية ووراءهم أيادي خفية تمولهم يوجد أغلبها خارج الوطن، حيث كثف هؤلاء من تواجدهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن منشوراتهم وفيديوهاتهم التي تعلق على فاجعة طنجة خاصة، وكل الأحداث التي تقع بوجه عام.
ولم يكتف هؤلاء بتحليل الوضع الحالي، إذ تجاوزوا ذلك وباتوا يتحدثون عن متطلبات المرحلة المقبلة وسيناريوهات محتملة مقبلة عليها طنجة، في حين اعتبروا أن أي قرارات وضمانات تأتي من السلطة لا يمكن الوثوق فيها.
وبعد كل حادث يطل هؤلاء على المواطنين ليملوا عليهم ما يجب فعله، ضمن خطاب يحمل في الكثير من الأحيان محتوى تحريضيا نوعا ما مقارنة بالمطلوب في الوقت الحالي من خطابات تعقل وتهدئة. وعادة ما تشهد الفيديوهات والمنشورات التي يطلقها هؤلاء النشطاء الكثير من الجدل، حيث يرفض متتبعو هؤلاء الأسلوب الذي يعتمدونه في إيصال رسائلهم، خاصة أن حديثهم عن ظروف المنطقة والمواطن، وهم أصلا لا يتواجدون بالمنطقة، يعد غير مقبول وغير معقول بالنسبة للكثيرين. من جانب آخر، يحرص المواطنون في كل مرة على التأكد من خلفية بعض النشطاء المتخصصون في الوقفات والاحتجاجات الانتهازيون، خاصة أن هناك من كانوا من أكبر المطبلين والداعمين لبعض الفاسدين، لينقلبوا بين ليلة وضحاها إلى معارضين ويحاولون ركوب موجة فاجعة طنجة لتصفية حسابات سياسية محضة.
لكن بالمقابل، وعلى غرار بعض الغيورين، فإن الطنجاويون يرفضون أيضا أن يكون مجموعة من النشطاء المتشدقون بحقوق الإنسان الذين يناضلون من المقاهي والحانات أوصياء على الأسر المكلومة في طنجة، وأن يملوا على المواطنين متطلبات المرحلة المقبلة، وما يجب فعله، وهو ما جعل البعض عبر الفايسبوك يرد عبر حملات مضادة على بعض النشطاء في رسالة واضحة أن النضال يجب أن يكون على أرض الواقع، وليس عبر فيديوهات تحريضية أو وقفات تحريضية تستغل ما حدث في المرآب لركوب الموجة وتحقيق مكاسب سياسية، وتصفية حسابات مع السلطة والالتفاف على مطالب الأسر المكلومة.
ويصر المواطنون بطنجة على أنه لا أحد غير السلطات وصية على هذه الفاجعة، حيث لا يعترف أغلب المواطنين حاليا لا بنشطاء حقوقيين أو جمعويين الذين يحاولون الاستفادة من الفاجعة.
تاريخ الجمعيات الحقوقية والمدنية معروف في استغلال الحوادث الإنسانية التي تصيب المغاربة، لتسيسها في تنفيذ أجندتهم التخريبية والادعاءات الكاذبة وتسويقها للأعداء.
وشدد عدد من المواطنين إلتقتهم الجريدة على ضرورة التصدي للحملات الدعائية والوقفات المسيسة، بخصوص أحداث طنجة، مضيفين: “مع الأسف نحن نرى أن أحداث طنجة، يتم استغلالها بشكل سيء، من أجل الحسابات السياسية، والحصول على أصوات الناخبين ومكاسب مادية “.
وذكروا أن مزاعم الجمعيات الحقوقية والمدنية الخاصة بأحداث طنجة، عادت إلى الأجندة السياسية بمناسبة قرب الانتخابات وأشياء أخرى لا يسع المجال لذكرها، مشيرين إلى أن الجمعيات الحقوقية والمدنية، وفروعها في مختلف أنحاء المغرب، يجرون حاليا حملة ، في محاولة منهم “لتبخيس عمل المؤسسات الأمنية ومسؤولي وزارة الداخلية هذا دون الحديث عن خدمة أجندات معادية للوطن”.
يذكر أن الجمعيات الحقوقية والمدنية يطلقون بين الفينة والأخرى، نداءات تدعو إلى تحميل المسؤولية لوزارة الداخلية و تجريم السلطات الأمنية، وتحميلها مسؤولية ما وقع في طنجة، وكأن السلطات الأمنية هي من كانت وراء الفاجعة.
كما تفضل الجمعيات الحقوقية والمدنية تحريف الأحداث بطرق مختلفة، ليبدوا كما لو أن الأمن ووزارة الداخلية ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأسر المكلومة، “طاحت الصومعة علقوا الحجام”، هذه قصة المثل المغربي “طاحت الصومعة علقوا الحجام”، أي سقطت الصومعة، اشنقوا الحلاق. وهو مثل يستعين به المغاربة كلما أرادوا التعليق على حكم ظالم اتخذ في حق شخص مظلوم لا حول له ولا قوة، في حين أن الجاني الحقيقي طليق. ولم أجد أفضل من هذا المثل أيضا لكي أعلق على الحادثة الأليمة التي شهدها مدينة طنجة وفي نهاية المطاف تكون السلطات الأمنية كبش الفداء الوحيدة لهذه القضية التي تحولت إلى قضية رأي عام. فكل التضامن مع السلطات الأمنية، لأننا لن نقبل بأن تكون الحجام الذي شنق بعد أن سقطت الصومعة.
تاريخ الجمعيات الحقوقية والمدنية معرف لدى الخاص والعام في استغلال الحوادث الإنسانية التي تصيب بعض المناطق المغربية نتيجة الفيضانات أو ما شابه ذلك، لتسيسها في تنفيذ أجندتها التخريبية الهادفة لإثارة البلبلة في الشارع المغربي، والعودة لتصدر المشهد الحقوقي والسياسي في البلاد، لكن الشارع المغربي يرفض بشكل دائم هذا النوع من الاستغلال المدفوع الأجر وغالبا ما تكون دعوات هؤلاء المتربصون الانتهازيون فاشلة.