العدل والإحسان والمعطي منجب يشهران ورقة “الكذب الحلال” في قضية سعيد بوكيوض

من هو سعيد بوكيوض الذي أفرد له المعطي منجب وحسن بناجح وأحمد ويحمان تدوينات التضامن وبلاغات الشجب في مواقع التواصل الاجتماعي؟
مبدئيا هو شخص غير معروف ويكاد يكون مجهولا لدى عموم المغاربة! لكن لماذا يقدمه اليوم حسن بناجح وجماعة العدل والإحسان كقربان يتزلفون به على مذبح الفداء في شبكات التواصل الاجتماعي؟
سعيد بوكيوض، هو واحد من الشباب الذين غَرَّرت بهم جماعة العدل والإحسان، وجعلتهم يعتقدون بأن “البركة” تَخرج من الماء الدافق الذي ينهمر من بين الصلب والترائب في ظهر المرشد العام. وهو أيضا واحد من ألسنة السوء الذين سَخَّرتهم الجماعة لنفث سمومها في الفايسبوك.
أدانه القضاء المغربي خلال الأسبوع المنصرم بخمس سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية بسبب “الإخلال بواجب التوقير والإهانة في حق شخص الملك والمساس بالنظام الملكي بواسطة وسائل رقمية تحقق شرط العلنية”، طبقا للفصلين 179 و267 من القانون الجنائي المغربي.
لكن لماذا يُمعن حسن بناجح والمعطي منجب في تصوير سعيد بوكيوض، بشكل تدليسي، على أنه ضحية تعبيره في انتقاد التطبيع مع إسرائيل وليس متهَما بارتكاب جرائم القذف والإهانة في حق أعلى سلطة بالبلاد؟ ونفس هذه الحيلة التضليلية انتهجتها كذلك جماعة العدل والإحسان ومعها هيئات التضامن التي باتت تنبت مثل “الترفاس” أو مثل “خضراء الدمن”: تَنشأ في الوحل ووسط القمامة وتَحمل معها الكثير من الرواسب المشبوهة.
الجواب هو أن حسن بناجح ومعه دهاقنة الجماعة والمعطي منجب يُدركون جيدا بأن المغاربة سيَنفرون منهم عندما يَعلمون حقيقة التهم المنسوبة لسعيد بوكيوض. فلا أحد من المغاربة سوف يتضامن مع هذا “التابع العاق” ولا هذا العدلاوي المنفلت من لسانه ومن عُروة الولاء.
وللالتفاف على المغاربة وعن الحقيقة، ابتدع حسن بناجح والمعطي منجب ومن معهما حيلة الكذب والتدليس على المغاربة، من خلال الادعاء والزعم بأن سبب اعتقال وإدانة سعيد بوكيوض كان بسبب انتقاده التطبيع مع إسرائيل !!
ومنطلق هؤلاء المحتالين الكذبة كان هو ضرب عصفورين بحجر واحد: تَحييد صورة الملك من مشهد القضية، لضمان عدم تَنفير المغاربة من جهة، ثم دغدغة مشاعرهم باللعب على ورقة التطبيع من جهة ثانية. أما مُرتكزهم العقائدي في شرعنة هذه الحيلة، فيَتمثل في كونهم يَعتبرون الكذب على المخزن والدولة واحدا من مواطن الكذب الحلال!
لكن “الذي يحسب بمفرده، يشيط له دائما”، يقول المثل المغربي العامي. فقد نَسي حسن بناجح والمعطي منجب بأنهما طالما “شَرَّعا فمهما” ضد التطبيع، ومعها العديد من الأتباع والمريدين. فهل تَوصلا بأي استدعاء أو إدانة قضائية؟ ولماذا تَختص الدولة سعيد بوكيوض دون سواه بالإدانة وتَترك الباقي، إذا افترضنا جدلا بأن التهمة هي انتقاد التطبيع؟
للأسف الشديد ابتُلينا بشرذمة من المدلسين والأفاكين والدجالين الذين يَفترضون الجهل في المغاربة، ويَتوهمون بأن تحريف الحقائق والكذب يُمكن أن يَصنع من نكرة اسمه سعيد بوكيوض مناضلا شعبيا.
والأدهى من كل ذلك، أن شخصا مثل أحمد ويحمان الذي قضى شهرا حبسا نافذا بسبب إهانة رجل سلطة، يَعتقد بأن المساس بالتوقير الواجب للملك يُمكن أن يَمر مرور الكرام. فحرمة الملك من حرمة المغاربة والوطن، ولا يُمكن لأزلام جماعة العدل والإحسان أن يَتطاولوا عليها بالإفك والبهتان.