عندما يلتقي اليساري المتطرف عزيز غالي مع اليميني المتطرف حسن بناجح في التشهير بالمغرب

كان فلاديمير ايليتش اوليانوف، المعروف باسم لينين على حق عندما كتب يقول بأن «المتطرفين اليمينيين والمتطرفين اليساريين يلتقون»، كان عليه فقط أن يضيف تدقيقا صغيرا يوضح فيه أن متطرفي النهج ومتطرفي العدل والاحسان في المغرب يلتقون،كلما كان الأمر يتعلق بتبخيس البلاد والتشهير بها!
وقد ظهر ذلك بالملموس في تدوينة عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان التي تحولت،منذ مؤتمرها الاخير الى ثكنة تابعة لحزب النهج الديموقراطي. والذي كتب على هامش الانقلاب الجاري في الغابون أن «علي بانغو يستنجد بالدقايقية من اجل المزيد من الصداع نسي ان البراميل الفارغة هي من تحدث الضجيج » وخاطبه قائلا :« اظن ان مكانك الان هو حيث هرب شاه ايران موبوتو ويبقي المغرب مزبلة من لفظتهم شعوبهم»..
لم يجد صاحب التدوينة في نفسه أدنى حرج عندما يصف بلاده بالمزبلة، البلاد التي يقول بأنه يدافع فيها عن حقوق الانسان ، والمغاربة الذين سب بلدهم بهكذا كلام قدحي، يدعي بأنه يدافع عن حقوقهم!
موجة التبخيس هي نفسه التي ركبها اسم قادم من «العدل والاحسان»،حسن بناجح، الذي بالكاد أخفى استهدافه للمغرب تحت يافطة واسعة سماها الاستبداد العربي . فقد اقترف هو ايضا تغريدة على التويتر يقول فيها(كيف لدول افريقيا ان تنشط فيها ديموقراطية واستقرار بين إفسادين: افساد الدول الاستعمارية وافساد دول الاستبداد العربي التي تنشيء مصالح جديدة لها بالدول الافريقية و«تتخذها ملاجيء شخصية خاصة ومرافيء للثروة المهربة»).
لا يحتاج المغاربة الى ذكاء كبير لادراك «تقلاز» بناجح، الذي اعتاد على التقية كلما كان الامر يتطلب الشجاعة!
الرجل الذي ابتلع لسانه بعد ان كانت قناة ريفيزيون قد احتفلت بالعراقي الذي احرق القرآن الكريم، مخافة ان يفقد صداقة بعض الحداثيين واليساريين ، هو نفسه يهمز ويلمز في المغرب، « عن طريق الملاجئ الشخصية الخاصة»!!
كما لو أن المتطرفين معا يعتبرون أن العلاقات بين المغرب وبلدان القارة حالة نشاز .. ولا ضير في التصفيق للانقلابات اذا كانت تمس دولة صديقة للمغرب!!
ماذا كان لينين سيقول للماركسي الثوري، لو أنه سمعه يتحدث عن السوفيات بهذه الطريقة، فهل يعتقد بأنه كان سيسمح له بالتشهير بروسيا ثورة اكتوبر باسم النضال الأممي والطبقي؟
ليسأل كل المعارضين الذي قتلوا!
وماذا كان يمكن لمسيرة العدل والإحسان ان تقدمه من دروس في الديموقراطية الليبرالية ، وتقدمه من نماذج حية من خلال تنظيماتها؟
هل يمكن لابن ناجح أن ينجح فعلا في اقناع العالمين بأن حركته المبنية على المهداوية والوساوس التبشيرية للشيخ والمريد هي حركة قادرة على تفسير الديموقراطية؟
هل سمع المغاربة يوما برأي مخالف في المشيخة الحداثية لاخوان بناجح، هل سمعنا عن انتخابات وتيارات فكرية واراء متباينة …حتى يمكن لأبناء العدل والاحسان أن يدعوا محاربة الاستبداد عربيا كان او غربيا؟
فاقد الشيء لا يعطيه، لكن البجاحة تصل احيانا درجات تعمي ابصار اصحابها، أما المغرب فقد اصبح قوة افريقية حقيقية ، ونموذجه الديموقراطي جعل شهادات الناس من الجهات الاربعة في الكون تتناسل وتواصل ولا تتشابه ويكفي المغرب اليوم فخرا أن كل العواصم الكبرى تبحث عن شراكات معه.. أما المزابل والحظيرات فقد اختارت ساكنتها منذ زمان بعيد…« وْ ما بينَّا وبينْها غير النهج والاحسان».!