شيوخ ووجهاء الأقاليم الصحراوية يجددون دعمهم المطلق لمبادرة الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية ويحسمون في الرؤية الاستراتيجية للمستقبل
شيوخ ووجهاء الأقاليم الصحراوية يجددون دعمهم المطلق لمبادرة الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية ويحسمون في الرؤية الاستراتيجية للمستقبل

في إطار دينامية وطنية متصاعدة ترمي إلى ترسيخ ثوابت الأمة المغربية وتعزيز الوحدة الترابية للمملكة، نظّم المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، برئاسة الخبير الدولي في العلاقات الدولية ومستشار ملف الصحراء المغربية الدكتور طارق اتلاتي، لقاءً موسعاً تحت شعار:
« من التصوّر الاستراتيجي إلى الأجرأة الميدانية »، بمشاركة وازنة لشيوخ ووجهاء القبائل الصحراوية من مختلف الأقاليم الجنوبية.
وقد شكل هذا الملتقى محطة بارزة، ليس فقط من حيث الحضور المكثف، بل أيضاً من حيث نوعية النقاشات التي عكست وعياً متنامياً بدقة المرحلة وعمق المسؤولية الملقاة على عاتق الأعيان الصحراويين في الدفاع عن المشروع المغربي الرائد المتمثل في مبادرة الحكم الذاتي.
تجديد صريح للعهد والوفاء للعرش العلوي المجيد
أكد الشيوخ الحاضرون، في مشهد وطني مهيب، تجديد البيعة والولاء لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مجددين ارتباطهم الوثيق بأهداب العرش العلوي المجيد، ومبرزين أن هذه الربوع الصحراوية كانت وستظل خط الدفاع الأول عن الوحدة الوطنية، وأن أبناءها ظلوا أوفياء لعهد الأجداد في حماية الأرض والتشبث بثوابت الأمة.
وعبّر المتدخلون عن اعتزازهم العميق بالنهج الملكي الحكيم في تدبير ملف الصحراء، والذي نقل القضية من مجرد نزاع إقليمي مفتعل إلى مشروع وطني استراتيجي يقوم على التنمية والاستقرار والسلم الاجتماعي، ويرتكز على رؤية استشرافية واضحة المعالم.
الحكم الذاتي: الخيار الواقعي، الجاد، والضامن لمستقبل مزدهر
أجمع المشاركون على أن الحكم الذاتي، بصيغته كما اقترحها المغرب سنة 2007، يشكّل الحل الأمثل والأنسب لهذا النزاع، باعتباره مبادرة متقدمة، عقلانية، ومدعومة دولياً، تعكس إرادة وطنية صادقة في طي صفحة الخلاف وبناء مستقبل تنموي مزدهر للأقاليم الجنوبية.
وأكدوا أن هذا المشروع يتناغم تماماً مع الرؤية الملكية السديدة التي جعلت من هذه الأقاليم نموذجاً تنموياً رائداً، وشاهداً على التحول العميق في البنية التحتية والاقتصاد المحلي واندماج ساكنتها في مختلف مستويات القرار والتنمية.
أجواء روحانية تُجسّد قوة الارتباط بالدين والوطن
تميز اللقاء بحضور نخبة من العلماء والفقهاء، حيث افتُتح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها دعاء وابتهال لجلالة الملك محمد السادس بطول العمر والصحة والعافية، وللمملكة المغربية بدوام الأمن والاستقرار، وللشعب المغربي بالتقدم والرخاء.
وقد أضفت هذه اللحظات الروحانية عمقاً خاصاً على اللقاء، مؤكدة أن الارتباط بالأرض لا ينفصل عن الارتباط بالقيم الروحية والوطنية التي توحّد المغاربة جميعاً تحت راية واحدة.
إجماع وطني يرسّخ وحدة الصف ووضوح الرؤية
أبرز الشيوخ أن المشاركة الواسعة في هذا اللقاء تعكس إجماعاً شعبياً عميقاً حول مغربية الصحراء وشرعية الموقف المغربي، مؤكدين أن القبائل الصحراوية ظلت على مر العقود سداً منيعاً أمام كل محاولات التشويش، وأن انخراطها اليوم في ترسيخ الحكم الذاتي هو تعبير عن قناعة راسخة بأن هذا الخيار هو الطريق الأمثل لضمان السلم والتنمية والاستقرار.
وشدد الحاضرون على أن الأقاليم الجنوبية أصبحت اليوم نموذجاً فريداً في الاندماج الوطني، وأن المشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة من طرق وموانئ ومناطق صناعية وثقافية تمثل صفحة جديدة من التاريخ المشترك بين العرش والشعب.
ختام يحمل رسالة واضحة: لا صوت يعلو فوق صوت الوطن
اختُتم اللقاء برفع أكف الضراعة إلى الله تعالى كي يحفظ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويقر عينه بوليّ عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأن يديم على المملكة المغربية نعمة الأمن والوحدة والاستقرار.
وأجمع المشاركون على أن الصحراء مغربية كانت وستظل، وأن الحكم الذاتي هو أفق المستقبل، وأن القبائل الصحراوية ستظل سداً منيعاً في الدفاع عن الوطن، والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة الرشيدة لجلالته.



